المستقلة /- افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، أول مسجد في ساحة تقسيم الشهيرة باسطنبول.
وقال الرئيس التركي بعد أداء صلاة الجمعة إن “مسجد تقسيم يشغل الآن مكانة بارزة بين رموز اسطنبول (…) ستبقى إن شاء الله حتى آخر الزمان”.
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس أن الافتتاح قوبل بحماس كثيرين، حيث صلى عدة آلاف في ساحته الخارجية بعد امتلاء المسجد بسرعة.
وقال أبو ذر كوج الذي رفع على كتفيه العلم التركي وكان قد حضر للمشاركة في الصلاة الأولى “هناك الكثير من الناس لكن لا يوجد عدد كاف من المساجد. بارك الله في من حققوا ذلك”.
سيتمكن حوالي 4 آلاف شخص من الصلاة داخل المسجد الذي يجمع بين الطراز العثماني وسمات معاصرة.
عندما شغل أردوغان منصب رئيس بلدية اسطنبول في التسعينيات، أعرب عن أسفه لعدم وجود مسجد في ساحة تقسيم، مشيرا إلى أن الموقع الديني الوحيد المرئي كان كنيسة أرثودكسية على بعد خطوات قليلة.
وقال الرئيس الجمعة “لم تكن هناك حتى غرفة للصلاة وكان على المؤمنين الاكتفاء بالصلاة على أوراق الصحف على الأرض”.
في الواقع، يتفوق المسجد المهيب الآن على “نصب الجمهورية” الذي يمثل شخصيات مهمة في حرب الاستقلال التركية بمن فيهم مصطفى كمال وكان إلى حين عامل جذب رئيسيا في ساحة تقسيم.
بعد الإعلان في البدء عن افتتاح هذا المسجد خلال شهر رمضان، قرر أردوغان، المعروف بحرصه على اختيار التواريخ، افتتاحه في ذكرى انطلاقة الاحتجاجات الكبيرة المناهضة للحكومة عام 2013 التي كانت ساحة تقسيم مركزا لها.
كانت الساحة مركز التظاهرات المعروفة باسم “حركة غيزي” وقوبلت برد قاس من الشرطة.
ويأتي الافتتاح أيضا قبل يوم واحد من ذكرى دخول العثمانيين للقسطنطينية عام 1453، وهو يوم خاص للرئيس الذي يشعر بالحنين إلى أمجاد الماضي.
وقال أردوغان خلال الافتتاح إنه رأى في مسجد تقسيم “هدية للاحتفال بالذكرى 568 لفتح اسطنبول”.
تم افتتاح مسجد أكبر بكثير على قمة تل تشاميلجا في اسطنبول عام 2019 والذي يمكن أن يستوعب ما يصل إلى 60 ألف مصلٍ.
يمكن رؤية المسجد من أي مكان في المدينة تقريبا، على طراز السلاطين العثمانيين الذين بنوا مساجد ظلت قائمة بعد مماتهم.
ويحيي أردوغان ذكرى دخول العثمانيين إلى القسطنطينية السبت في مسجد تشاميلجا.
والمسجد الجديد هو جزء من محاولة الرئيس التركي إرضاء قاعدته الانتخابية المتدينة والمحافظة خلال فترة الصعوبات الاقتصادية المتزايدة.
Source: Independent Press Agency