المستقلة/- اعرب المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط ع الدكتور أحمد المنظري عن القلق إزاء حدوث ارتفاع حاد آخر في حالات الإصابة بفايروس كورونا “بسبب التحوُّرات المثيرة للقلق وزيادة السفر الدولي، إلى جانب انخفاض مستوى حماية الأشخاص نتيجة الإقبال المحدود على التلقيح وعدم الالتزام بتدابير الوقاية بالقدر الكافي”.

وقال المنظري في بيان تلقت (المستقلة) نسخة منه اليوم الأربعاء “تُسجل حالات الإصابة بكوفيد-19 تزايدًا في إقليم شرق المتوسط اليوم عقب مرور شهرين من الانخفاض المُطرد، حيث عدنا نشهد مرة أخرى بلدانًا تكافح من أجل احتواء العدوى وحماية سكانها، وفي الوقت نفسه إبقاء حدودها مفتوحة واقتصاداتها نشطة”.

وأشار الى انه على الرغم من جميع الجهود المبذولة، فإننا نشهد ارتفاعًا في المتوسط الأسبوعي لحالات الإصابة والوفيات الجديدة في جميع أنحاء الإقليم، مقارنةً بنفس الوقت من العام الماضي.

وارجع المنظري ذلك الارتفاع الى عوامل عدة منها تم اكتشاف تحوُّر دلتا في 98 بلدًا على الأقل على مستوى العالم، منها 13 بلدًا في إقليمنا، كما ينتشر هذا التحوُّر بوتيرة سريعة بغض النظر عن التغطية باللقاحات، مما يؤجج الارتفاعات الحالية في حالات الإصابة والوفيات.

وأضاف كما يسهم الانتشار السريع لتحوُّر دلتا في زيادة سراية المرض على الصعيد العالمي وفي إقليمنا على حدٍّ سواء. وينبغي أن تستعد البلدان من خلال تعزيز الترصُّد والكشف، والتدابير الاجتماعية، وضمان قدرة النُظُم الصحية على التعامل مع الأعداد المتزايدة من حالات الإصابة ذات الأعراض المتوسطة والوخيمة.

وأكد المنظري على العمل من اجل الوصول إلى فهم أفضل لتحوُّرات كوفيد-19، مستدركا بالإشارة الى أنه “لا يمكننا القيام بذلك دون توفر القدر الكافي من المعلومات المتعمقة حول كيفية انتشار الفيروس”.

وحثّ جميع البلدان على تعزيز القدرة على تحديد التسلسل الجيني للفيروس وتبادل البيانات، “لأنه كلما عرفنا المزيد عن الفيروس وتأثير سلالاته المختلفة، تمكنا، بشكل أفضل، من تكييف استجابتنا لهزيمته والقضاء عليه”. مؤكدا استعداد منظمة الصحة العالمية للاضطلاع بالدور المنوط بها فيما يتعلق بدعم جمع البيانات، وتحليلها، وتبادلها، وإدارتها.

كما أشار الى ان “اللقاحات لا تُوزَّع توزيعًا عادلًا ومنصفًا حتى الآن، مما يتيح لفيروس كوفيد-19 الفرصة لمواصلة الانتشار والتحور. ولذلك نعمل جاهدين لضمان حصول جميع البلدان في إقليمنا على ما يكفي من اللقاحات حتى يُمكنها حماية الفئات السكانية الأكثر ضعفًا وعرضةً للخطر، وغيرهم”.

ونوه للحاجة “إلى أكثر من 500 مليون جرعة لتلقيح 40% على الأقل من سكان كل بلد من بلدان إقليم شرق المتوسط بحلول نهاية هذا العام. غير أننا لا نزال شديدي البُعد عن بلوغ هذا الهدف. ولهذا السبب، ينبغي لجميع البلدان رصد عملية طرح اللقاحات وتبادل الخبرات فيما بينها حتى يتسنى لنا اتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدي للتحديات الخاصة بإمدادات اللقاحات والتردد في أخذها”.

وتابع المنظري “علاوة على ذلك، يزداد الوضع خطورة في عدد من البلدان التي تواجه حالات طوارئ إنسانية حيث يعيش الناس بالفعل في ظل ظروف بالغة الصعوبة، ومع ذلك فإنهم بحاجة إلى الحماية مثلهم مثل أي شخص آخر.”

مشددا على البلدان ذات الدخل المرتفع بأن تقوم بتمويل شراء اللقاحات من خلال مرفق “كوفاكس”، وبتقاسم اللقاحات مع البلدان ذات الدخل المنخفض.منوها أن اللقاحات وحدها لن تنهي الجائحة، ولكنها ستنقذ الأرواح، وهذا هو المطلوب حاليًا في كثير من بلدان إقليمنا.

كما حذر المنظري من إن بلدان الإقليم لا تُطبِّق تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية تطبيقًا صارمًا ومتسقًا في ظل ضعف الالتزام بهذه التدابير بين عامة الناس.

وتساءل كيف يمكننا كأفراد حماية أنفسنا؟ مبينا أن الأشخاص الذين تم تلقيحهم يحتاجون إلى مواصلة الالتزام بارتداء الكمامة، والتباعد البدني، وغير ذلك من التدابير، كما ينبغي للذين لم يتم تلقيحهم بعدُ أن يأخذوا اللقاح في أقرب وقت ممكن من أجل إضافة طبقة أخرى من الحماية ضد فيروس كوفيد-19 وتحوُّراته، ومنها تحوُّر دلتا.

وأضاف عقب مرور أكثر من 18 شهرًا على بداية هذه الجائحة، نحتاج أيضًا إلى أن نبدأ في التفكير في الإجراءات التي ينبغي اتخاذها على المديين المتوسط والطويل حتى نضمن أننا لن نجد أنفسنا أبداً عرضة للخطر مرة أخرى: فلا بد من تعزيز القدرات الوطنية في مجالات ترصُّد الأمراض، وعلم المختبرات، والتدبير العلاجي السريري، والمشاركة المجتمعية وغيرها من المجالات. والأهم من ذلك أننا نحتاج إلى النهوض بالقدرة على إجراء تسلسل الجينوم وإنتاج الأكسجين على المستوى الوطني، وإلى بناء القدرات الإقليمية لإنتاج اللقاحات. وتمنح منظمة الصحة العالمية حاليًا أولوية قصوى لهذه القضايا.

مشددا على أن هذا يتطلب “أن نعمل سويًا للاستفادة من خبراتنا وتجاربنا، ولتعظيم الاستفادة من مواردنا الجماعية. فإن إقليمنا غني بالموارد البشرية، والمعرفة، والقدرات البحثية.”

ودعا الى تنحية السياسة جانبًا لصالح البشرية. فلن ننجح حتى تتوفر الحماية للجميع – بغض النظر عن العمر أو الجنس أو العرق أو الموقع الجغرافي أو الانتماء السياسي. إننا نواجه هذه الأزمة معًا، ولن نستطيع أن نخرج منها إلا بتكاتفنا معًا.

Source: Independent Press Agency