هل اصبح استضافة البصرة خليجي 25 في مهب الريح؟

بعد طول انتظار .. اعرب العراقيون عن سعادتهم بقرار إقامة خليجي 25 في البصرة بداية العام المقبل، ولكن يبدو ان الأمر لا يسير كما تشتهي إرادة الجمهور العراقي المتعطش لإقامة المنافسات الرياضية على ملاعبه.

وبعد التحضيرات، وقرار مجلس الوزراء بدعم إقامة البطولة في البصرة، بدأت الأزمة السياسية التي تتفاقم يوما بعد يوم تلقي بظلالها على جميع مفاصل الحياة ومنها الرياضة، ذلك ما دفع وزير الشباب والرياضة عدنان درجال، الى التصريح ، بأن الأزمة السياسية الراهنة حالت دون إمكانية التعاقد مع مدرب أجنبي لمنتخب “أسود الرافدين” مؤكدا أن هناك خطة بديلة ستفضي لتعيين مدرب محلي.

وقال ردا على سؤال حول التعاقد مع مدرب أجنبي للمنتخب العراقي: “أن هذه الخطوة تحتاج التأني قليلا في الوقت الحاضر نتيجة الانسداد السياسي كوننا نسعى للتعاقد مع مدرب أجنبي يتواجد في بغداد ويقود المنتخب في السنوات الثلاث المقبلة”.

وتعليقا على ذلك، قال الصحفي المختص في الشأن الرياضي، عامر مؤيد ، “لا شك أن الوضع السياسي والأمني المتأزم بالعراق نتيجة الخلافات والصراعات بين القوى السياسية يؤثر بشكل سلبي جدا على قطاع الرياضة العراقية، وعلى حظوظ العراق في استضافة المناسبات والمحافل الكروية والرياضية عامة كبطولة خليجي 25، حيث أن من أبرز شروط الاتحادات الدولية والقارية والإقليمية لتنظيم هكذا فعاليات هو توفر مناخات أمنية وخدمية مستقرة ومتكاملة”.

ويضيف مؤيد: “رغم أن ملعب المدينة الرياضية الرئيسي في البصرة جاهز ومؤهل لاستضافة البطولة، وهو ما لمسته شخصيا خلال زيارتي له مؤخرا، لكن الملعب الثاني وهو ملعب الميناء مع الأسف غير جاهز لحد الآن، والبطولة لا يمكن تنظيم مبارياتها على ملعب واحد فقط كما هو معلوم”.

واستدرك قائلا: “وفي حال استمرار هذا التناحر السياسي وخروج المظاهرات والمظاهرات المضادة، فإن ذلك قد يثير مخاوف لدى الدول المشاركة في خليجي 25 حول عدم ملائمة الأوضاع العامة في العراق لإقامة هكذا بطولة”.

ولهذا، يقول الصحفي الرياضي: “العراق بحاجة لإرسال تطمينات بخصوص جاهزيته لاحتضان خليجي 25 وتبديد الشكوك حول ذلك، كون تنظيم هذه البطولة في البصرة سيكون له نتائج إيجابية كبيرة على العراق في مختلف المجالات معنويا وسياسيا واقتصاديا، سيما وأن البصرة قريبة جدا جغرافيا من الدول المشاركة”.

وأضاف أن من شأن هذا أن “يسهم في استقطاب الكثير من المشجعين الخليجيين للبطولة والذين يمكنهم السفر حتى بسياراتهم عبر الطرق البرية للبصرة، كما وأنها ستكون المرة الأولى منذ أكثر من عقدين التي يستضيف العراق فيها بطولة كبرى بمستوى خليجي 25”.

من جهته يقول أسامة عدنان، الخبير في الشؤون الرياضية العراقية: “العراق كما لا يخفى ومنذ نحو عقدين من الزمن وهو يعيش حال متواصلة من توالي الأزمات السياسية الحادة، وبالتالي فهذه ذريعة غير مقنعة للقول إن هذه الأزمة الراهنة هي السبب في عدم التعاقد مع مدرب أجنبي للمنتخب الوطني العراقي، أو ربما لعدم تنظيم بطولة خليجي 25 في البصرة”.

وأضاف: “الأزمة السياسية الحالية تتجسد فقط في وجود مظاهرات واعتصامات، فيما بلغت الأزمة في السنوات السابقة كالعامين 2007 و2011 درجة الاحتكام إلى القتل والخطف والتصفيات وحتى الحرب الداخلية”.

وأردف قائلا: “ومع ذلك كان هناك مدربون أجانب للمنتخب الوطني في ظل كل تلك الأجواء المتفجرة، ولهذا ليس مقنعا التذرع بالأزمة السياسية لعدم التعاقد مع مدرب أجنبي محترف، وهو فقط محاولة للتغطية على غياب مستحقات المنتخب وإهماله وعدم تخصيص الأموال الملحة له والتمويل اللازم للارتقاء به”.

وكان اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم قد وافق في شهر حزيران/يونيو الماضي على منح مدينة البصرة حق استضافة بطولة “خليجي 25” في الفترة الممتدة من 6 حتى 19 من شهر كانون الثاني/يناير 2023.

وستكون هذه هي المرة الثانية، التي يستضيف فيها العراق بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، بعد الاستضافة الأولى العام 1979، للبطولة في نسختها الخامسة في العاصمة بغداد، والتي توج بلقبها المنتخب العراقي آنذاك.

ولكن ما أثار المخاوف من عدم إقامة البطولة خبر وصول وفد خليجي الى الكويت لفحص الملاعب الموجودة والنظر في إمكانية ان تكون المكان البديل للإقامة خليجي 25، وهو قرار ليس بالمستبعد بعد تسرب معلومات عن رفض دول خليجية اللعب في العراق لأسباب سياسية وهو ما لم يعلن بشكل صريح حتى الآن.

Source: Independent Press Agency