5 تغييرات في حياتك تؤخر الشيخوخة وتطيل العمر

تشير التقديرات إلى أن واحدا من كل 3 أشخاص سيصاب باضطراب عصبي في مرحلة ما من حياته، مما يجعل الاضطرابات العصبية السبب الرئيسي للإعاقة، والسبب الثاني للوفاة، وذلك حسب ما ذكرت منظمة الصحة العالمية (WHO) في تقرير لها مؤخرا.

ومع تقدمنا في العمر، يبدأ دماغنا -مثل بقية أعضاء الجسد الأخرى- يضعف ببطء، مما يؤدي إلى مشاكل كالخرف وفقدان الذاكرة والتدهور المعرفي، إلى جانب أمراض مثل ألزهايمر.

صحيح أننا لا نستطيع السيطرة على الشيخوخة، لكن يمكننا إجراء بعض التغييرات في أسلوب وأنماط حياتنا قد تساعدنا في منع هذه الاضطرابات أو تأخيرها، وايضا تحسن من صحة الدماغ ، اليكم أهم هذه الاجراءات:

1- ممارسة الرياضة بشكل منتظم:

يوجد للرياضة فوائد عديدة لا يمكن حصرها، ومن الواضح أن النشاط البدني المنتظم يفيد الدماغ، إذ تظهر العديد من الدراسات أن الأشخاص النشطين بدنيا أقل عرضة للإصابة بتدهور في وظائفهم العقلية، ولديهممخاطر أقل للإصابة بالأمراض في مرحلة الشيخوخة، وهذه الفوائد تنتج عن زيادة تدفق الدم إلى الدماغ أثناء التمرين، كما أن التمرين يؤدي إلى مواجهة الانخفاض الطبيعي في اتصالات الدماغ الذي يحدث في أثناء الشيخوخة.

ويحسن النشاط البدني أيضا صحتك المعرفية، مما يساعدك على التفكير والتعلم، وحل المشكلات، والاستمتاع بالتوازن العاطفي، كما يحسن الذاكرة، ويقلل من القلق أو الاكتئاب، بالتالي ليس عليك أن تكون خبيرا في اللياقة البدنية للحصول على كل هذه الفوائد، فأي نوع نشاط من النشاط البدني بغض النظر عنالعمر أو مستوى الياقة سيساعد في تحسين صحة الدماغ ونوعية الحياة.

بالتالي ننصحك بممارسة الرياضة عدة مرات في الأسبوع من 30 إلى 60 دقيقة، ويمكنك ايضا المشي والسباحة، ولعب التنس، أو ممارسة أي نشاط رياضي آخر معتدل يزيد من معدل ضربات قلبك وضخ المزيد من الدم إلى دماغك.

2- الحصول على قسط كاف من النوم:

يلعب النوم دورا مهما في صحة دماغك، وهو ضروري للبقاء مثل( الطعام والماء)، ومهم أيضا لعدد من وظائف الدماغ، بما في ذلك كيفية تواصل الخلايا العصبية مع بعضها بعضا، وتفيد بعض الدراسات بأن النوم يساعد على إزالة البروتينات غير الطبيعية في دماغك، ويساعد على استعادة لياقة الدماغ من خلال التخلص من السموم التي تتراكم خلال ساعات الاستيقاظ، مما يعزز ذاكرتك العامة وصحة دماغك.

وبدون نوم كاف لا يمكنك الحفاظ على المسارات في عقلك، التي تتيح لك التعلم وإنشاء ذكريات جديدة، ويصعب التركيز والاستجابة بسرعة على مشاكل الحياة، لذلك من المهم أن تحاول الحصول على 7 إلى 8 ساعات متتالية من النوم كل ليلة، لا أن تنام نوما متقطعا لساعتين أو 3 ساعات، إذ إن النوم المتواصل يمنح عقلك الوقت الكافي لتوحيد ذكرياتك وتخزينها بشكل فعال.

3- اتباع النظام الغذائي المتوسطي:

يلعب النظام الغذائي دورا كبيرا في صحة دماغك، ويوصي الكثير من الخبراء باتباع نظام غذائي متوسطي (نسبة للبحر الأبيض المتوسط)، الذي يركز على الأطعمة النباتية والحبوب الكاملة، والأسماك، والدهون، والزيوت الصحية مثل زيت الزيتون، حيث يحتوي النظام الغذائي المتوسطي على كمية أقل بكثير من اللحوم الحمراء والملح، مقارنة بالنظام الغذائي الأميركي.

واحتل النظام الغذائي المتوسطي المرتبة الأولى للمرة الخامسة على التوالي في السباق السنوي للحصول على أفضل نظام غذائي، وفقا للتصنيفات التي أعلنتها منظمة “يو إس نيوز آند ورلد ريبورت” (U.S. News & World Report).

وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتبعون حمية البحر الأبيض المتوسط أقل عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر من الأشخاص الذين لا يتبعون هذا النظام الغذائي.

وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد أجزاء النظام الغذائي التي لها التأثير الأكبر على وظائف الدماغ، ومع ذلك نحن نعلم أن أحماض “أوميغا” الدهنية الموجودة في زيت الزيتون البكر الممتاز، والدهون الصحية الأخرى، ضرورية لخلايا جسمك لتعمل بشكل صحيح، وهي التي تقلل من خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي، وتزيد من التركيز الذهني، وتبطئ التدهور المعرفي لدى كبار السن.

ووجدت دراسات وأبحاث أخرى أن حمية البحر الأبيض المتوسط قد تقلل من مخاطر الإصابة بمرض السكري، وارتفاع الكوليسترول، والخرف، وفقدان الذاكرة، والاكتئاب، وسرطان الثدي، وهذا النظام الغذائي يعد أسلوب للحياة كونه نظاما غذائيا مفيدا .

4- التمارين العقلية:

ان دماغك يشبه العضلة، إذا استخدمته ودربته ينمو ويزدهر، وإذا لم تستخدمه يضمر ويضمحل ويعتاد على الخمول، وهناك العديد من الأنشطة التي يمكنك القيام بها للحفاظ على لياقة ومرونة عقلك، مثل : حل الكلمات المتقاطعة، أو القراءة، أو لعب الورق، أو الشطرنج، أو حل الألغاز، أو لعب ألعاب فيديو إستراتيجية، أو تعلم لغات، أو مهارات جديدة، لذلك قم بتضمين أنشطة مختلفة لزيادة الفعالية، ونصيحة( لا تشاهد التلفاز أو الهاتف كثيرا لأن هذا يعد نشاط سلبي لا يفيدلتحفيز خلايا عقلك).

5- التفاعل الاجتماعي:

يساعد التفاعل الاجتماعي على درء الاكتئاب والتوتر، والذان من الممكن أن يسهما في فقدان الذاكرة، كما أن التفاعل الاجتماعي يحسن المزاج ويشعرك بالسعادة، ويقلل من خطر الإصابة بالخرف، ويعزز الشعور بالأمان والانتماء، ويسمح لك بالثقة بالآخرين ويسمح للاخرين بالثقة بك.

ابحث عن فرص للتواصل مع الأحباء والأصدقاء والأقارب والاخرين، خاصة إذا كنت تعيش بمفردك، وهناك بحث علمي يربط الحبس الانفرادي بضمور الدماغ، حيث يمكن أن تسبب العزلة الاجتماعية المطولة أضرارا شديدة وطويلة الأمد للدماغ والصحة والنفسية ، لذلك فإن بقاءك نشطا اجتماعيا سيكون له تأثير معاكس عليك وعلى من حولك و أيضا يقوي صحة عقلك.

Source: Independent Press Agency